صدور العدد الأوّل لليدرز العربيّة

صدور العدد الأوّل لليدرز العربيّة


صدر العدد الأوّل للمجلّة الشهريّة "ليدرز العربيّة" بعد أن تحوّلت من ملحق لليدرز الناطقة بالفرنسيّة يوزّع مجّانا إلى مجلّة قائمة بذاتها.
 

وقد شجّعت الأصداء الطيّبة التي لاقتها الأعداد الثلاثة للملحق إدارة النشريّة على الإقدام على هذه الخطوة، يحدوها العزم على أن تجعل منها منبرا يعرض قراءة متأنّية ومتبصّرة للأحداث، أساسها الكلمة الحرّة والتحليل المعمّق والرؤية الاستشرافيّة، ويساهم بالتالي في تكريس التعدّدية الفكريّة والسياسيّة ونشر ثقافة الأصالة والحداثة وإشاعة أنوار العلم والمعرفة.

جاء العدد الأوّل للمجلّة التي تصدر في منصف كلّ شهر، في شكل فنّي متميّز، زاخرا بالتحاليل والمقالات والملفّات التي تتناول أحداثا وطنيّة وعربيّة ودوليّة، ذات أبعاد سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة وتاريخيّة، وفق مقاربة تزاوج بين التحليل والاستشراف.

في العدد، مقال بعنوان "ماذا يُنتظر من حكومة الحبيب الصيد الثانية" يسلّط الضوء على التحوير الوزاري الأخير وتحدّيات المرحلة القادمة، وملفّ بمناسبة مرور خمس سنوات على اندلاع الثورة التونسيّة. وفي هذا الإطار، يذكّر عبد اللطيف الفراتي بالأحداث الذي شهدها شهر جانفي في تونس، بدءا بثورة 18 جانفي 1952، ويعرض قراءته لثورة 14 جانفي 2011. ويجيب رشيد خشانة في مقاله عن السؤال : هل كانت الثورة مقطوعة الرأس؟.

كما يكتشف القارئ في ضوء تحقيق معمّق ملامح الأثرياء الجدد ومصادر الأموال التي كدّسوها في غضون سنوات قليلة. الثورة ألهمت أيضا عادل الأحمر فكتب مقامة جديدة بأسلوبه المتفرّد بعنوان : "يوميّات مواطن عيّاش: فين كنت نهار اربعطاش؟".

واختار الأستاذ عادل كعنيش، من ناحيته، من الأحداث التي تستوجب في نظره إعادة تقييم مؤامرة ديسمبر 1962 ليذكّر بأطوارها ويبرز ما يتعيّن استنتاجه من قضيّة مثيرة للجدل نظرت فيها محكمة أمن الدولة على عجل وأصدرت فيها أحكاما قاسية، منها أحكام بالإعدام نفّذت بسرعة لافتة.

ومن التحاليل الهامّة الواردة في العدد الأوّل لليدرز العربيّة تحليل للدكتور احميدة النيفر الذي تناول موضوعا خطيرا، وهو العنف السلفي الذي بات في تقديره على أبواب تونس، منبّها إلى مخاطره ومقترحا سبل مواجهته.

وفي الشؤون العربيّة والدوليّة، يثير التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب في رأي السفير محمّد إبراهيم الحصايري ثلاث نقاط استفهام ونقطة تعجّب، تناولها بالتحليل والتمحيص نقطة بنقطة، في حين يدعو عامر بوعزّة، بأسلوبه الشاعري، القارئ إلى رحلة رائقة إلى كوبا. ونزل الدكتور عبد الله حمد محارب المدير العام للمنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم ضيفا على المجلّة فأدلى لها بحديث مطوّل، سمته الصراحة والجرأة، تطرّق فيه لنشاط المنظمة وبرامجها، فضلا عن الوضع العربي الراهن.

وللثقافة حظّ في المجلّة، حيث ألقى الكاتب والشاعر والناقد علي اللواتي نظرات في واقع الثقافة الوطنيّة، بينما تحدّث السفير توفيق جابر عن فيلم الفاضل الجزيري الجديد "خسوف" وعن الدور المرتقب للثقافة والمثقّف.

وفي ركن "آخر الإصدارات" يتضمّن العدد الأوّل لليدرز العربيّة ورقات من كتاب الإعلامي ماهر عبد الرحمان "يوميات حامل ميكروفون :أسرار السياسة في كواليس الإعلام "، وفي الورقات معلومات مثيرة عن علاقة بورقيبة بالإذاعة والتلفزة. ومن تاريخ تونس، تخيّر الأستاذ الحبيب الدريدي إحدى صفحاتها ليسلّط عليها أضواء كاشفة، وهي تلك المتعلّقة بظروف أسر الثائر على بن غذاهم سنة 1866، قبل أن يموت في زنزانته.

ولا يخلو العدد الأوّل لليدرز العربيّة من مسحة هزل وطرافة،إذ ينقل الصحبي الوهايبي القارئ إلى عالم عجائبي ليروي، بأسلوبه الأدبي الراقي، إحدى رحلاته في السنوات.